سي إن إن: لماذا يجب على العرب التثقف جنسيا؟





 



ناقشت الصحفية شيرين الفقي، مدى ضرورة تعلم الشرق الأوسط المزيد عن المواضيع الجنسية، مبينة الأسباب من وراء اعتقادها لذلك، ويعرف بأن الفقي ألفت كتاباً عن هذا موضوع الجنس في "العالم العربي المتغير، بالإضافة إلى كونها عضواً من مجلس الأمم المتحدة لمحاربة فيروس متلازمة نقص المناعة المكتسبة.

وتقول الفقي في بداية مقالها: "في بداية هذا الشهر أثار مقطع فيديو لعدد من الشباب المصريين وهم يرقصون رقصة "الهارلم شيك" أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، وتقتضي الرقصة أن يرتدي الأشخاص المشاركون بها ملابسهم الداخلية فقط، وأن يقوموا بتحريك خصورهم، وشكلت هذه الرقصة تحدياً للأخلاقيات التي تقوم عليها الجماعة والتي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي.


وظهرت الفتاة المراهقة، هبة الله محمد، من مدينة الإسكندرية في مقطع فيديو على شبكة التواصل الإجتماعي، اليوتوب، وهي تبكي بحرقة، موجهة كلامها إلى السلطات بضيق التفكير والانغلاق، موجهة تحدياً آخر للقوى الإسلامية، عندما رفضت مديرة المدرسة تصويرها عند استلامها جائزة التفوق في الكاراتيه، وذلك لأنها لا تلبس الحجاب، وتقول محمد في الفيديو: "في كتير بنات بلبسو الحجاب في المدرسة وبقلعوه بعد ما يخرجوا منها،" بالإضافة إلى أنها انتقدت كيفية فهم المدرسات للإسلام، وعلى إصرارهن بأن من تلبس الحجاب أعلى شأناً ممن لا تحافظ عليه، وأضافت بأنه "يتوجب علينا أن نحظى بحقوق متساوية اقتداءً بأعمال الرسول."

وقد انتقل مفهوم هبة الذي تحدثت عنه بكيفية فهم الإخوان للدين وكأنه لباس مقاس ليتلاءم مع مقاسات الجميع، من المفهوم المحلي إلى المفهوم العالمي خلال هذا الأسبوع، خاصة عندما قامت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بتوزيع وثيقة لتوقع عليها حكومات عدد من الدول لإنهاء العنف ضد المرأة، وتحت مظلة المجلس الأعلى للمرأة التابع للأمم المتحدة، لإعطاء حق المرأة في تقرير مصيرها والحق في الحياة الخالية من العنف والإكراه والتمييز"، وأشارت الفقي إلى رد الإخوان الذي وصفته "بالرهيب"، وإقرار الجماعة بأن الوثيقة "تشجع على المثلية الجنسية والزنا والإجهاض والحرية في الوقوع بالحب."

وأشارت الفقي إلى أن "مفهوم الجنس في العالم العربي في يومنا هذا يتمثل العلاقات الجنسية بإطار الزواج، الذي يجب أن توافق عليه العائلة والدين والدولة،" وأن أي مفهوم آخر "يعتبر "محرماً" أو "عيباً" أو "غير لائق" اجتماعياً" وأشارت بأن هذه المفاهيم "تشكل ضغطاً على الشباب العربي الذي يواجه البطالة ولا يتحمل تكاليف الزواج."

وذكرت الفقي عدداً من الإحصائيات التي أشارت من خلالها "إلى عدم قدرة الشباب في الوطن العربي على مواكبة التغير في المفاهيم الجنسية من حولهم، وأن ذلك يظهر بما يلي: الارتفاع الكبير بنسب الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة والأمراض المنقولة جنسياً، وارتفاع نسبة العنف الجنسي سواء كان ذلك في الشارع أو في البيوت، إضافة إلى ارتفاع نسبة عمليات الإجهاض السرية."
وأكدت الفقي وجود عدد من الأشخاص الذين يحاولون "تجاوز المحظورات وكسر حاجز الصمت"، وذلك من خلال "تقديم التعليم الجنسي في المدارس، أو التزويد بالخدمات الصحية المتعلقة بالوعي الجنسي لدى الأشخاص اليافعين، أو التعامل مع العنف الجنسي للحد منه."
وتضيف الفقي بأن "المشكلة تتمثل بأن المحافظين الإسلاميين يعتبرون بأن النقاش في هذه المواضيع يعد غير إسلامياً وتشبهاً بالغرب، ولكن ملا يتم ذكره هو أن الثقافتين العربية والإسلامية لديهما تاريخ مطول في التحدث عن المواضيع الجنسية، من بينهم الرسول محمد نفسه"، وقالت "إنه توجد ثقافة عربية تتحدث عن الجنس، ومكتوبة من قبل علماء مسلمين، لكن لم يتم لمسها منذ أكثر من ألف عام."

وأضافت الفقي بأن "الفكرة التي طرحتها الفتاة المصرية المراهقة تعبر عن الفكر الذي تحاول بعض المؤسسات الدينية إحباطه لدى الناس، من أجل إحكام السيطرة على المجتمعات ومنع التعددية الفكرية، ولكن في جو الحرية الذي يسود مصر وغيرها من الدول العربية، فإن الملايين يملكون الجرأة الكافية لمواجهة الخطوط الحمراء الثلاث في مجتمعاتنا والمتمثلة بالدين والسياسة والجنس، وهي خطوط لا يتوجب تجاوزها قولاً أو فعلاً، ولكنني آمل بأن الأشخاص الذين يحاولون التنافس لتصليح السياسية، ويواجهون دور الدين في الأوساط العامة، أن يتمكنوا بأن يعبروا عن الرأي ذاته من خلال طرح الأسئلة التي تصعب الإجابة عنها فيما يخص الحياة الجنسية."








Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...